مجلة الوعي العدد 221

إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه
أخرج الواقدي عن خالد رضي الله عنه قال: لما أراد الله بي ما أراد من الخير، قذف في قلبي الإسلام وحضرني رشدي، فقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد  صلى الله عليه و سلم  ، فليس في موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى نفسي أني موضع في غير شيء، وأن محمداً سيظهر... فلما صالح   صلى الله عليه و سلم  قريشاً بالحديبية، ودافعته قريش بالرواح، قلت في نفسي: أي شيء بقي؟ أين أذهب؟ إلى النجاشي، فقد اتبع محمداً، وأصحابه عنده آمنون!! فأخرج إلى هرقل، فأخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية، فأقيم في عجم. أفأقيم في داري بمن بقي؟ فأنا في ذلك، إذ دخل رسول الله  صلى الله عليه و سلم  مكة في عمرة القضية (الحديبية) فغيَّبت ولم أشهد دخوله، وكان أخي الوليد قد دخل مع النبي  صلى الله عليه و سلم  ، فطلبني فلم يجدني، فكتب إلي: «بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد: فإني لم أرَ أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك! ومثل الإسلام جهله أحد؟! وقد سألني رسول الله  صلى الله عليه و سلم  عنك، وقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: «مثله جهل الإسلام؟! ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيراً له، ولقدّمناه على غيره» فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة».
قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج، وزادني رغبة في الإسلام، وسرني سؤال رسول الله   صلى الله عليه و سلم  عني، وأرى في النوم كأني في بلاد ضيقة مجدبة فخرجت في بلاد خضراء واسعة. قال: فلما أجمعت الخروج إلى الرسول  صلى الله عليه و سلم  قلت: من أصاحب إلى رسول الله   صلى الله عليه و سلم  ؟ فلقيت صفوان بن أمية... فأبى أشد الإباء. وقال: لو لم يبقَ غيري ما اتبعته أبداً. فافترقنا... فلقيت عكرمة بن أبي جهل... فقال لي مثل ما قال صفوان... فأمرت براحلتي فخرجت بها إلى أن لقيت عثمان بن طلحة... فأسرع الإجابة... قال: فغدونا حتى انتهينا، إلى الهدّة، فنجد عمرو بن العاص بها... فقال: إلى أين مسيركم؟... قلنا: الدخول في الإسلام واتباع محمد   صلى الله عليه و سلم  . قال: وذاك الذي أقدمني، فاصطحبنا جميعاً حتى دخلنا المدينة... فأُخبر بنا رسول الله  صلى الله عليه و سلم  فسُرَّ بنا... فأسرعنا المشي، فاطلعت عليه، فما زال يتبسّم إليّ حتى وقفت عليه... فسلمت عليه بالنبوة، فرد علي السلام بوجه طلق، فقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال: تعالَ، ثم قال: الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير». قلت يا رسول الله، إني قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معانداً للحق، فادعُ الله أن يغفرها لي. فقال رسول الله   صلى الله عليه و سلم  «الإسلام يجب ما كان قبله» قلت يا رسول الله على ذلك. قال: «اللهم اغفر لخالد بن الوليد ما أوضع فيه من صدٍ عن سبيل الله» قال خالد: وتقدم عثمان وعمرو فبايعوا رسول الله  صلى الله عليه و سلم 

0 commentaires:

إرسال تعليق

 
Top