مجلة الوعي العدد 220
قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ، لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس].
====================================================
يخبر تعالى أن أولياءه الذين آمنوا وكانوا يتقون، فكل من كان تقياً كان لله ولياً. فـ﴿لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ أي فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ على ما وراءهم في الدنيا. وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف: أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله. ثم قال البزار وقد روى عن سعيد مرسلاً.. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء. قيل من هم يا رسول الله، لعلنا نحبهم؟ قال: «هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب» ثم قرأ ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ وفي حديث الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : «يأتي من أفناء الناس ونوازع القبائل قوم لم تتصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله، وتصافوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، يفزع الناس ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق... عن أبي الدرداء عن النبي في قوله: ﴿لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ قال: «الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له، وهي جزء من أربعة وأربعين جزءاً أو سبعين جزءاً من النبوة»... وعن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل ويحمده الناس عليه، ويثنون عليه به، فقال رسول الله : «تلك عاجل بشرى المؤمن» رواه مسلم. وقال ابن جرير حدثني أحمد بن حماد... عن أم كريز الكعبية: سمعت رسول الله يقول: «ذهبت النبوة وبقيت المبشرات»... وقيل المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمنين عند احتضاره بالجنة والمغفرة كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ، نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت] وفي حديث البراء أن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى رَوْحٍ وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء، وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى: ﴿لاَ يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء] وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد] وقوله: ﴿لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾ أي هذا الوعد لا يبدل، ولا يغير، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ، لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [يونس].
====================================================
يخبر تعالى أن أولياءه الذين آمنوا وكانوا يتقون، فكل من كان تقياً كان لله ولياً. فـ﴿لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ أي فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ على ما وراءهم في الدنيا. وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف: أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله. ثم قال البزار وقد روى عن سعيد مرسلاً.. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء. قيل من هم يا رسول الله، لعلنا نحبهم؟ قال: «هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب» ثم قرأ ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ وفي حديث الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : «يأتي من أفناء الناس ونوازع القبائل قوم لم تتصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله، وتصافوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، يفزع الناس ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق... عن أبي الدرداء عن النبي في قوله: ﴿لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ قال: «الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له، وهي جزء من أربعة وأربعين جزءاً أو سبعين جزءاً من النبوة»... وعن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله، الرجل يعمل العمل ويحمده الناس عليه، ويثنون عليه به، فقال رسول الله : «تلك عاجل بشرى المؤمن» رواه مسلم. وقال ابن جرير حدثني أحمد بن حماد... عن أم كريز الكعبية: سمعت رسول الله يقول: «ذهبت النبوة وبقيت المبشرات»... وقيل المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمنين عند احتضاره بالجنة والمغفرة كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ، نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت] وفي حديث البراء أن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى رَوْحٍ وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء، وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى: ﴿لاَ يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء] وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد] وقوله: ﴿لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾ أي هذا الوعد لا يبدل، ولا يغير، بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
0 commentaires:
إرسال تعليق